لا يسعي هذا المشروع إلى تفكيك وهدم التراث الاسلامي التأويلي برمته، بل إلى نقدٍ بنّاء وإصلاح من الداخل بهدف التطوير والتطبيق الكامل لمبادئ ومقاصد القرآن. كذلك لا يقف إسهامه المعرفي عند النقد، ولكنه يسعي إلى طرح البديل النابع من الفكر والمنظومة القيمية الإسلامية. وبقدر ما تعني النسوية الإسلامية بنقد التراث التأويلى والفقهى فى ضوء المبادىء والقيم الأخلاقية الحاكمة فى الرؤية القرآنية الأخلاقية والسنة الفعلية، تعنى كذلك بنقد الخطابات النابعة من موقف الاستلاب الثقافي والتبعية للمدارس الغربية ذات النزعة العلمانية المتطرفة والكولونيالية العنصرية، ونقد الخطاب النسوي العالمي المهيمن المستند على تلك الأسس والمنطلقات.
وتتبنى النسوية الاسلامية فرضية أساسية قوامها أن تمكين أو تحرير أو إنصاف المرأة العربية والمسلمة يمكن أن يتأسس علي المرجعية الإسلامية بمشروع مستقل وذاتي ينبع من الاحتياجات والظروف والاعتبارات الثقافية والموضوعية للنساء المسلمات في سياقات مختلفة.
كذلك فإن النسوية الإسلامية -كمشروع معرفى - تهدف إلى انتاج معرفة تكون الدعامة لحركة أو حركات تسعى إلى تغيير إصلاحى متعدد المستويات من أجل تحقيق العدالة والمساواه للمرأة. هذه المستويات تشمل: الخطاب الدينى، القوانين والسياسات، الوعى المجتمعى، المفاهيم والممارسات الثقافية، تشكيل وعي الفرد وتربية النشء عن طريق العملية التعليمية والتربوية. والعدالة المنشودة هنا لا تقتصر علي المرأة فقط، بل هي منظومة متكاملة ترسي لعلاقات انسانية مبنية علي القيم القرآنية الكلية مثل العدل، والإحسان، والقسط، والتقوي.